المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 04/10/2008 العمر : 36 الموقع : www.salimhammouri.malktoobblog.com
موضوع: حوار مع الباحث المقدسي زياد الحموري الجمعة فبراير 27, 2009 1:58 pm
حوار مع الباحث المقدسي زياد الحموري القدس المحتلة- خـاص بالشبكة الإعلامية الفلسطينية
الحموري يحذر من تزايد ضغوط الاحتلال لتهجير المقدسيين
منذ احتلال ما تبقى من مدينة القدس عام 1967 بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخطة منظمة لتهويد المدينة وتفريغ أهلها المقدسيين منها، في سبيل تحقيق الحلم اليهودي بـ"دولة عاصمتها القدس الموحدة" على حد تعبيرهم.
وقد استعملت لتحقيق هذا الغرض كافة الوسائل الممكنة من مصادرة الأراضي والاستيلاء على العقارات والمساكن داخل البلدة القديمة في القدس، وأخيراً استخدام كافة الإمكانيات لتهجير السكان المقدسيين من خلال التضييق عليهم برزقهم ومعيشتهم ودفعهم لترك المدينة وبالتالي سحب هوياتهم المقدسية، من خلال قوانين سخرت لهذا الغرض.
وتجلت قضية تفريغ المدية من السكان، في الفترة الماضية بشكل واضح، من خلال تسارع وتيرة هدم البيوت ومصادرتها وسحب هويات المقدسيين التي زادت خلال العام الماضي بنسبة 500%.
وحول مجمل هذه الأحداث وتسلسلها التقت "الشبكة الإعلامية الفلسطينية" مع الباحث المقدسي زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وكان لنا الحوار التالي...
* لماذا هذه الهجمة على القدس والمقدسيين في هذا الوقت؟
الصحيح أن الهجمة على مدينة القدس، ليست جديدة؛ فهي لم تتوقف أبداً منذ احتلال ما تبقى من المدينة "الشق الشرقي" في العام 1967، فبعد الاحتلال تم ضم القدس قسرا إلى ما يسمى "بدولة إسرائيل" رغم قرارات المجتمع الدولي، و تم توظيف كافة القوانين الإسرائيلية على القدس باعتبارها جزء من إسرائيل.
فمن الخطوات الأولى التي اتخذت عقب تطبيق هذه القوانين مصادرة حوالي 86% من الأراضي المقدسية، منها 52 % أراضي خضراء والتي استغلت بالتالي لمصلحة المستعمرين، و صودر بشكل نهائي حوالي 34% من الأرض.
وبعد هذه المصادرات فرضت صعوبات كبيرة على استغلال ما تبقى من الأرض للفلسطينيين 14%، من خلال شروط قاسية منها تكلفة الحصول على ترخيص بناء والذي تبلغ تكلفته "30" ألف دولار، وإذا استطاع المقدسي توفير المبلغ المطلوب تتطلب استصدار الرخصة من 3 إلى 5 سنوات، وهذا وقت طويل جدا مقارنة بسرعة نمو العائلة الفلسطينية التي تزداد بشكل سريع.
هذه العراقيل جعلت المواطن الفلسطيني يغامر بالبناء دون ترخيص الأمر الذي يعني تلقيه إنذارات في الهدم، وفي المرحلة السابقة كان الأمر لا يتعدى كونه إنذارات دون تنفيذ القرار، إلا انه الآن نلاحظ عملية تسريع بعمليات الهدم وحتى تلك التي اتخذ القرار فيها قبل أعوام، بحيث لا يسمح للمقدسي بالاستئناف أو متابعة قضية منزله من خلال المحاكم.
وما يلاحظ الآن أن تنفيذ مخططات ربط الأحياء الاستعمارية وتنفيذ مشاريع الطرق والتي تؤدي إلى خلق "جيتوهات" فلسطينية مغلقة، على سبيل المثال العيسوية الآن شبه جزيرة مغلقة إلا من جهة واحدة، وسور باهر وشعفاط، وحتى بيت حنينا.
الآن يمكن القول إن إسرائيل نفذت في القدس كافة مخططاتها المستهدفة الأرض والعقارات وما تبقى هو استهداف الإنسان المقدسي من خلال الهدم والضرائب والحصار الاقتصادي سحب الهويات، والتي تهدف إلى تفريغ ما يسمى "بحدود بلدية القدس" من المقدسيين، و زيادة المستعمرين.
في مقابل كل هذه الصعوبات هناك تشجيع للمستعمرين للبناء والاستعمار داخل القدس من خلال مساعدات مالية تحت إطار مدن التطوير، والإعفاءات الضريبية، والمنح الدراسية للسكان اليهود. وكل ذلك يهدف إلى خلق واقع على الأرض لمواجهة أي عملية ضغط دولي لتطبيق القوانين الدولية أو الاتفاقيات الدولية.
ما هي أهم العوامل التي أثرت على حياة المقدسيين بشكل مباشر؟
يمكن القول إن الحصار الخانق المفروض على المدينة أثر بشكل كبير على المقدسيين وإمكانية صمودهم في قلب المدينة؛ فالمواطن المقدسي يعيش بظروف سيئة جداً فنسبة الفقر من أعلى النسب الموجودة والتي وصلت إلى 60% ، كذلك نسبة البطالة التي شكلت أعلى نسبة في المنطقة أيضاً.
كل ذلك يضاف إليه المشاكل الاجتماعية التي أوجدها الاحتلال في المدينة وخاصة قضية انتشار المخدرات بين الطلاب والشبان المقدسيين، حيث تجري عمليات بيع وشراء المخدرات في الشوارع الرئيسية وتحت أعين الشرطة الإسرائيلية.
وسنشهد ارتفاع وتيرة هذه المضايقات خلال السنوات القادمة وخاصة فيما يتعلق بتحصيل الضرائب وقضايا الهدم، وبالتالي دفع الناس لترك القدس، وتطبيق قانون الدخول إلى إسرائيل بسحب هوياتهم، ومصادرة أملاكهم الموجودة داخل المدينة.
فيما يتعلق بالبلدة القديمة بالتحديد، ما هي الصعوبات التي يواجهها سكانها؟
عند الحديث عن البلدة القديمة في القدس نحن نتحدث عن أعلى كثافة سكانية في العالم، ولربما تكون أعلى من القطاع، يوجد حوالي 34 ألف مواطن فلسطيني داخل أسوار البلدة، وحوالي 3500 مستعمر على بقعة أرض صغيرة جداً، الأمر الذي أدى إلى انتشار المشاكل الاجتماعية بشكل لافت، من مخدرات وإسقاط، إلى قضايا الطلاق والعنف الأسري.
ومن جهة أخرى؛ فأن اللافت للنظر أنه خلال 15 سنة الماضية لم يتم هدم أي منشأه أو بيت، في حين خلال عاميين الماضيين تم هدم 8 منشأة وبيت، وفي المقابل هناك رخص بناء لمنازل وحتى مدارس دينية للمستعمرين مثلما يحدث في منطقة برج القلق.
فالتوجه الإسرائيلي في قلب المدينة القديمة يجري باتجاه الضغط على الفلسطينيين والتسهيل على المستعمرين.
برأيك كيف أثرت قضية المفاوضات وتأجيل طرح قضية القدس إلى الملف النهائي؟
بعد أوسلوا لاحظنا أن القدس أغلقت بشكل كامل واعتبرت وكأنها مغلقة أمام فلسطيني الضفة وغزة وإذا بقيت مفتوحة ستؤثر على الأمن على إسرائيل مما أدى إلى إغلاقها بشكل كامل من خلال حواجز، والتي كانت تأثيرها اقتصادياً أكثر منه أمنياً والذي شكل عامل ضاغط على الناس بشكل كبير.
هذا بالإضافة إلى أن خلال الاتفاقيات استطاع الجانب الإسرائيلي كف اليد الفلسطينية عن المدينة، وأغلقت القدس بشكل كامل وفصلت عن الضفة دون وجود أي ضمانات في الاتفاقية للمحافظة على المدينة كما هي قبل الاتفاقيات، والتي تنص على أن لا يجري أي تغيير على الأرض لا من ناحية السكان ولا من ناحية الأرض، ولكن ما حدث العكس تماما فالإسرائيليين استغلوا الاتفاقيات من خلال خلق واقع جديد على الأرض، فنحن نرى أن معالم القدس قد تغيرت بالكامل منذ 1993، وأقاموا طوق استعماري كبير حول المدينة، ووسعوا المستعمرات الموجودة.
ما هي الأجندة الفلسطينية لمواجهة كل ذلك؟
هنا تكمن المشكلة الحقيقية للمقدسيين في القدس، فلا يوجد أي أجندة فلسطينية لمواجهة المخططات الصهيونية في القدس أو محاولة حماية المقدسيين وتعزيز صمودهم، فما يتم هو تحرك عشوائي من قبل بعض المنظمات والمؤسسات دون أن يكون هناك تنسيق فيما بينها.
أما فيما يتعلق بالسلطة فكما قلنا فالاتفاقيات التي وقعت من قبل قادة السلطة نصت على عدم وجود أي صلاحيات لها داخل القدس.
كيف ترى سيناريوهات الحل لقضية القدس؟
المشكلة في قضية القدس أن "الوقاحة الإسرائيلية" تصل إلى أعلى المستويات عند الحديث عن المدينة وقضايا الحل النهائي لها، ففي تصريحات أيهود أولمرت الأسبوع الماضي كان هناك حديث واضح أن "موضوع القدس" قد انتهى ولا مجال للتفاوض حوله.
وباعتقادي أن المخططات الإسرائيلية تقريبا انتهت في القدس وقد وصلوا إلى ما يريدون، ولم يبق سوى البصمات الأخيرة من خلال هدم بيت هنا أو هناك، وأما المخطط الكبير عمليا انتهى، وباعتقادي أن السنوات القادمة سيتم استهداف الفلسطيني من خلال الضغط عليه بواسطة كل الوسائل الممكنة وبالتالي يكون هدفا للإبعاد.